الخميس، 27 سبتمبر 2007

Nostalgia

.. حنين غير مبرر لأشياء غير مفهومة
لعالم لا تعرف حتى أين يمكن أن يكون .. كل ما تعرفه أنك تنتمي هناك لا هنا .. كل ما تؤمن به أنك أصلاً من هناك , لكن لشيء لا تعرفه أنت .. أصبحت هنا ..
ربما يظهر هذا في بضعة أشياء من هناك .. من أناس يأتون كل حين وحين لك ليقولوا لك أنك هناك معهم تنتمي أصلاً , لكنك لابد أن تظل هنا .. ربما لكي تظل تحس بهم ..
لكنك تراهم ..
ربما تسمع (فيروز) وهي تتلاعب بصوتها , تفهم ساعتها الرسالة التي تود أن توصلها لك , لكنك لا تقول .. سرك الذي تحتفظ به في قلبك , ربما حتى لو حاولت أن تشرحه لن تفلح ..
ربما تراها في آهة من آهات (كاظم الساهر) ! .. تفهم الرسالة فوراً .. تعرف ماذا يقول .. تعرف ماذا يقصد .. لكنك لا تستطيع حتى ان تصف هذا لنفسك .. تعرف .. ربما المشكلة هي انك تعرف .
وتعرف أن المسألة ليست بهذه البساطة .. وليست بهذه السهولة .. قط مراوغ .. حينما تتحدث معه تشعر وكأنه يسمعك , ويفهمك .. فقط حاول أن تلفت أنظار الآخرين له .. ساعتها سيبدو كأغبى قطط الدنيا أمامهم .. وربما ينظر لك نظرة عتاب بعد أن يديروا ظهورهم بلحظات ..
قلت لها يوماً أن عود (مارسيل خليفة) يقتلك من الداخل , لم تتركك ساعتها أن تكمل كلامك .. فقط قالت لك لا تتحدث عنه , لا تفسد جماله .. ربما كانت هذه البداية .. لكن النهاية لم تترك لك فرصة للتفكير في كلمة (ربما)
جويدة .. محفوظ .. المخزنجي .. نزار .. تعبيرات الحجار .. موسيقى خيرت .. حتى صراخ linkin park الجنوني ..
حتى ضغطات محمد منير على حروفه .. كلها ذات الشيء .. كلها نفس الصورة .. فقط أزل الزخارف التي تحيط بكل منهم .. أحفر بأظافرك وحاول أن تصل للأصل .. ستجده شيئاً واحد .. ستجد علامة بسيطة تقول انه من هناك
كلهم يحدثونك .. كلهم يطلبون منك الصبر , وأنت كالطفل الذي يعرف أن الملاهي على بعد شارع من منزله , لكن الجميع يتصرفون وكأن عيونهم عميت عن الإدراك .. تكاد تصرخ في جنون , لكن وجهاً ما يظهر لك .. يضع سبابته أمام فمه المضموم .. ويطلب الصمت منك .. يطلبه لا بأمر جاف .. لكن و كأنه رجاء يعرف صاحبه أنك قادر على أداءه ..
تنتظر ..
في هدوء تنتظر ..
تنتظر و أنت تعي تماماً أن لا جدوى من الإنتظار .. أنت هنا الآن .. ولن يتغير الوضع ..
تستسلم في هدوء .. ومازال أقرباءك هناك يناوشونك كل حين وحين .. وتعرف أنهم يحبونك , كما تحبهم ..
فتنتظر في سكينة , و على وجهك بسمة تحمل كل المعاني .
لكن المعنى المؤكد .. أن في قلبك حنين غير مبرر , لأشياء غير مفهومة ..

الأحد، 23 سبتمبر 2007

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2007

مكان خالي


سأتحدث بصراحة كاملة معك يا عم فؤاد ..
بصراحة أنا لم أكن أتابع برنامجك في الفترة الأخيرة ..
نعم .. الفترة التي سبقت وفاتك ..
لم أتابع ولا حلقة تقريباً .. جذنبي والله بكار وهذا التخلف العقلي , وشعرت أن رشيدة ربما تفوق مسلسلك, ثم جذبتني البرامج الحوارية التي لا تضيف شيئاً ولا تفعل في مشاعري أي شيء .. لكني أشاهدها .. وتدريجياً بدأت أنسى أنني يجب علي الإستعداد قبل مجيء عمو فؤاد وتحضير المكان , وتغيير المحطة على القتاة التي ستذاع أنت من خلالها .. قلب المحطة هذا بالذات كان يتم قبلها بساعتين تقريباً .. بجد والله .. ساعتين تقريباً والكل كان يحاول أن يفهمني بهدوء_ثم بعلو صوت_ أن المسلسل لازال أمامه وقت طويل جداً للعرض .
ولكن لابد أن أعترف أنك كنت هنا ..
نعم أنا لا أشاهدك لكني أعرف أنك موجود .. وأعرف أنني في أي لحظة سأغير فيها المحطة سأجدك أمامي .. ربما سأبتسم فقط , وأغير القناة سريعاً لكنك كنت هنا ..
رغم أنني الآن أشاهد أشياء ربما متطورة للغاية .. من كان يصدق أننا سنفعل شيئاً مثل (سوبر هنيدي ) وهو التطور الطبيعي لبكار الذي راح غير مأسوف عليه .. إلا أنك فجأة اليوم أقتحمت خيالي .. بضحتك الخلابة .. وبحركاتك الثقيلة _بسبب السن_ التي كنت تبدو خلالها وكأنك عصفور سيحلق فقط لو أصر على ذلك .. أقتحمت خيالي مع فتيات البالية الاتي كن يظهرن خلفك وأنت تغني الأغنية التي كنت أصفق كالمجنون معها .. وأنا سعيد .. سعيد ..
عارف ..
والله انت وحشتني .. رغم اني لم أكن أشاهدك في الفترة الأخيرة , لكني كنت أعرف أنك موجود .. وأن أختي الصغيرة لابد أنها ستتشاجر معي بعد قليل لأنها تود أن تشاهدك قبل ساعتين من بدء الحلقة .

الأحد، 16 سبتمبر 2007

عن الناس الذين يصرخون



أختلف معها كما شئت .. أنظر لها بإحتقار , أبتعد عن القنوات التي تعرض كليباتها العارية .. بالطبع يمكنك مشاهدتها في السر ولكنك في الصباح لابد أن تلعنها مع أذكار الصباح .. لابد أن تتهمها بإفساد شباب الأمة , وأنها سبب الإنحلال الغربي ..و أي شيء آخر

** ** ** ** **

بريتني قامت بحلاقة شعرها , فخر أنوثتها كما كانت تسميه بعد تعرضها للعديد من النكبات المتتالية .. طلاق .. أمومة مبكرة .. إكتشاف أن هوليوود صنم لا يرضى إلا بالمزيد من القرابين ..

بريتني أكتشفت أن الأمومة ليست مثلما كانت تتصور .. أكتشفت أن المسئولية هذه المرة من لحم ودم وليست مجرد لقطة في فيديو كليب ستعيدها كلما أدتها بطريقة غير صحيحة

عندما رأيت صورتها حين قامت بحلق شعرها لم أستطع منع شعور الإشفاق القوي الذي إجتاحني .. ربما لأني أفهم لماذا يفعل شخص ما كل هذا ليقول للعالم أنظروا لي .. أنا مسخ ..

المرض النفسي يتخذ صوراً عديدة من أشهرها العبث بالمظهر الخارجي .. لهذا حين رأيتها لم أشعر كما كان يقول الجميع بأن هذا هو إنتقام الله منها .. شعرت أن هذا نوع من السخف بصراحة .. أن أفسر كل شيء على أساس رغبة الله كما أفهمها أنا .. ولكن لحظة .. من أنا أصلاً لكي أقول أن الله فعل كذا لغرض كذا .. الأمر يخرج عن حدودي تماماً

كنت أنوي أن أقول شيئاً عن هوليود وتحطيمها لنجومها لكني شعرت أن الأمر سيكون إعادة لنظرية المؤامرة, حتى قرأت حواراً مع (كاني ويست) علق فيه على ما حدث لبريتني من فترة قصيرة ..

الحكاية من البداية ان بريتني ظهرت في حفلة وكانت في حالة مزرية حقاً .. بإختصار .. كانت نكتة الحفل بالمعنى الحرفي ..في اليوم التالي وكالعادة خرجت كل الصحف والبرامج التلفزيونية ليسخلوا بريتني ويتهموها بعدم الجدية , ولكن كاني وست هو الوحيد الذي وقف وقال أن قناة إم تي في (الشركة الراعية للحفل) حضرت بروفات بريتني وأدركوا جيداً عدم قدرتها على أداء الحفل ..

لكنهم أستغلوا الأمر بصور أقل ما توصف به أنها حقيرة .. جعلوا الناس يشاهدونها .. بالمعنى الحرفي هذه المرة

** ** ** **
لا أحب أغاني بريتني سبيرز .. مطلقاً .. ولا أحب الطريقة التي تغني بها , في الواقع أنا كنت لا أطيقها بأي شكل .. غناء .. أسلوب .. أي شيء كان يخصها كنت أتجاهله أو أمتعض منه

لكني الآن أشعر أني أفهمها نوعاً , وأعرف لماذا تفعل كل هذا ..

أعرف معنى أن تشعر بحاجة للصراخ , لا لشيء .. فقط للصراخ .

الجمعة، 14 سبتمبر 2007

لا

.. لا أعرف ما الذي جعل ناجي العلي لا يفارق اليوم ذهني
ولا أعرف لمَ لمْ يغب عني حوار مع أحد أصدقائي الفاسطينيين .. كنت في تلك الفترة خارج مصر وتعرفت عليه .. عهدته دوماً صاخباً .. غاضباً من مصر على الدوام .. كارهاً للدول العربية بأجمعها .. توقعت له يوماً إذا أستمر على ذات الطريق أن يُغتال .. عندها أبتسم وقال لي أصدق (طز) سمعتها في حياتي
صديقي هذا كان يجن كلما سافر لسبب بسيط أنه يضطر للسفر عن طريق وثيقة سفر أردنية وهو يكره الأردن ..
ما علاقة هذا بناجي العلي ..والمهم ما علاقة هذا برمضان ؟ .. والأهم : لماذا يلح علي ناجي العلي بهذا الشكل اليوم بالذات ؟
أنا أعتدت نوعاً على عدم منطقية أفكاري .. وأعتدت أن تذكرني أحداث بأشياء لا ترتبط مع هذه الأحداث بأي شيء .. لكني دوماً ألاحظ خيطاً خفياً يربط بين هذه الأشياء .. ربما لا أعرفه أنا أصلاً لكني أحسه , وأعرف يقيناً أنه موجود .
صديقي الفلسطيني لم يصم رمضان أبداً في فلسطين .. قالها لي يومها بحسرة غريبة .. صديقي خرج من فلسطين وعمره 7 أعوام .. أسأله هل تتذكر أي شيء هناك فيجيبني أنه يتذكر الفتاة التي كان يلعب معها .. وكيف أنه لا يعرف ماذا حدث لها ..أضحك انا .. يسخر مني ساعتها أن هذه الأشياء هي التي ربما تبقى .. ربما ستذكر هي فلسطين لأنها كانت تلعب معه .. ربما يذكر هو فلسطين لأنه كان يلهو معها هناك ..
قلت له أن ما يقوله هو شيء قريب للشعر حقاً .. قال لي في كل الحالات يكون أعذب الشعر أكذبه إلا في هذه الحالة .. يصبح أعذب الشعر أحقـ .. صمت ولم يكمل الكلمة ثم سألني : هو مصدر حقيقي ايه ؟! .. ثم أكمل : أحققه.. وأكمل : ايه العته دا

** **** **

ناجي العلي ..
لم يكن صديقي يحب ناجي العلي كثيراً .. ربما هي مرة أو مرتين التي تحدثنا عنه فيها .. لا أقصد أنه كان يكرهه .. لكنه لم يكن يحمل له شعوراً معيناً
حدثني هو مرة أنه يحب كاريكاتيراً معيناً لناجي .. في اليوم التالي وجدت منه هذا الكاريكاتير على بريدي الإلكتروني .. ومازلت أحتفظ به حتى هذه اللحظة
يقول الرجل : "بشرفي لأحلق شواربي إذا هالأنظمة حررت شبر من القدس" وترون كيف صار حاله في الصورة رقم 2
سألته بعد أن وصل لي الكاريكاتير لماذا هذا الكاريكاتير بالذات ..
قال لي لأنه هو أساس كل شيء .. أساس الضياع وأساس النصر ..
صديقي هذا قلت له أنه شاعر .. وقال لي أنه لا يكتب الشعر ولن يكتب الشعر لكنه فقط فلسطيني ..
يوماً سألته ما هي أقرب التنظيمات أقرب إلى قلبه .. حماس .. فتح .. الجهاد ..
نظر لي وقال كلمة خارجة نوعاً ثم أضاف أنهم كلهم طين .." الحل إيه يعني" سألته وأنا لا أدري حقاً ماذا أقول ..
مط شفتيه وهز كتفيه .
** ** ** **
في بداية تعارفنا .. لا أدري ما الذي حدث لكني أظهرت بعض التعاطف .. نظر لي نظرة غريبة ثم قال : " أنا صعبان عليك ولا ايه "
هززت رأسي بقوة .. قت له بكل صراحة : " أنت مش صعبان عليا لأني مش متخيل الوضع الي انت فيه .. دا شيء لا يمكن وصفه أساساً عشان أحس أنا بيه "
من يومها ونحن أصدقاء .
** ** ** **
صديقي كان يتحدث المصرية كأهلها .. رغم انه كان يعتبر أن مصر خانت القضية في 1979 .. ولكنه كان غالباً ما يشوح بيديه ويقول لي :" يا عم كل واحد بيدور على مصلحته .. عملتوا ايه جديد يعني" .. لم أحاول أبداً أن أتحدث معه طويلاً في هذا الموضوع .. صرنا نحاول _معاً ربما_ أن ننسى هذا التاريخ
** ** ** **
صديقي لا يشبه حنظلة بطل ناجي العلي .. صديقي لا يشبه ناجي العلي .. صديقي يشبه نفسه .. لهذا ربما شعرت أن ناجي العلي .. حنظلة .. صديقي .. بينهم خيط رفيع ..
أن كلاً منهم يفهم نفسه ..
** ** ** **
تحياتي لرفيق الكفاح المسلح كما كان يسمي الثانوية العامة :)
ولو اني لا أعرف أين حطت به الرحال هذه الأيام .. أختفى فجأة .. ولم نعد نسمع عنه شيئاً ..
تحياتي .. رغم اني لا أعرف أين أنت .
** ** ** **
ملحوظة_ربما_ لا علاقة لها بالموضوع :
أنا غير مطبع بأي شكل من الأشكال .

الاثنين، 10 سبتمبر 2007

كوابيسي الجميلة

.. دائماً ما أحلم بكوابيس
ولكن كوابيس هذه الفترة بالذات من نوع خاص . تكون أحداث الكابوس هي نفس ما حدث في أمر من أمور حياتي , ولكن .. مع فارق بسيط , أنها تصبح أسوأ .. تتطور الأحداث بشكل غريب لتصبح أسوأ بكثير مما أعيشه .. أكثر تعقيداً .. أكثر صعوبة ..
بالطبع أصحو من النوم شاعراً بإنقباض , لكنه لا يلبث أن يتلاشى , بل ويحل محله شعور راحة غريب لأن حياتي كان بإمكانها بكل بساطة ..
أن تكون اسوأ ..

المتابعون