يناوشني وجهك ِ وأناوشه مثل قط وفأر .. يظهر , ليخفتي . ويختفي , ليظهر . أحاول أن أقبض عليه , فيتلاشى . وأتناساه , فيعود متلمساً خطواته . وما أن أدير رأسي نحوه , حتى يعود للعدم . وكأنه لم يوجد قط .يناوشني وجهك ِ وأناوشه .ويحيرني مثلما لم يفعل وجه .. لعل هذا هو سبب هيامي , وأساسه . أنني لا أجد لوجهك وصفاً , أو صفة , أو حتى حالة . يمكر و أنت طيبة . ويصبح كالطفل حين تكونين أنت كثعلب . يكون ماجناً في لحظات طـُهرك ِ كالقديسات .. ويكون مثلهن حين تتحولين أنت ِ لتؤدي دور اللعوب في فيلم عربي قديم , وتكادين أن تقولي لي : " ينيلك يا منيل " .. بعد ضحكة خليعة ذات ترددات متداخلة ..يحيرني وجهك , مثلما لم يفعل وجه .وملامحكِ هي من عجائب الدنيا . هي اللا شيء , وكل شيء . في كل لحظة , هي كل ما أريد , وجل ما أخاف .. هي النغمات السليمة , وكذلك الأصوات النشاز .. هي الألون الأساسية الرائعة الفتنة , والألوان الفسفورية , متناهية القبح .في لحظات , أنظر لك محاولاً فهم كيف أجتمع كل تناسق الدنيا في تلك المساحة المحدودة , متناهية الإتساع . وأحياناً يتحول التناسق لشيء مخيف , يجعلني أجفل , وأهرب منك أنا هذه المرة , لأن ما أراه يتجاوز خطوط المنطق , بل يمحو تلك الكلمة من الوجود .أما ما يدعو للذعر فعلاً , هو ذاك الأمر الذي لم أخبر به أحداً , ولن أفعل .. من سيخبر الناس أنه يملك تنيناً ينفخ النار في قبو بيته ؟! .ما لم أقله , لن تصدقيه أنت ِ نفسك ربما , أنك أحياناً تكونين على بهاء "ليلى مراد" . ذات الوجة بتشابة مطلق لا شك فيه , أنظر لك , أبتسم في إنبهار . حينها .. وكأنك ترفضين أن أراك ِ كما أرغب أنا وأريد .. يتبدل الوجه .. يتساقط .. لا يبقى إلا عظام وجهك ِ مكتوب على من يراها اللعنة .. وتبتسمين , وأنت ِ تلاحظين الذعر بلا حدود على وجهي ..أما المأساة .. فهي حين أتابع وجهك ِ وسط الناس .. لو كان وجهك يتلون وحده مرة , فهو يفعل وسط الجمع ألفاً .. حين أتابعه محاولاً تمييزه , يفعل الأفاعيل حتى لا يمكّنني من ذلك وحين أفقده , أخيراً . وتنتابني خيبة الأمل كالعادة , تظهرين من خلفي فجأة حين أستدير , لتقولي في هدوء قاتل :_ " معاك اتنين جنية سلف ؟! " .
الاثنين، 19 مايو 2008
قال الراوي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 3 تعليقات:
ما ورائية؟ ميتافيزيقية يعني؟
أو ربما هو مجرد وصف غرائبي لافتقادك للوجه، أو لأنك ربما نسيته، وتسعى جاهدا للتذكر
صح؟
...
محاولة أخرى مني للتفذلك !
هي كتابة يا حنين لا أكثر ..
لكنها يمكن أن تكون فعلاً محاولة لإسترجاع ملامح .. او محاولة يائسة لوصفها ..
لكنها فعلاً كتابة لا أكثر
مبروك ع المدونة الجديدة
تألق أكثر فيما هو قادم باذن الله
إرسال تعليق