.. قررت أختي أنها لا تريد الحليب المجفف , وأنا أعد لها الكاكاو البارد
كنت في تلك اللحظات مرتدياً ملابسي , أنظر كل دقيقة في ساعتي ..
لدي من الوقت ما يكفيني فقط لأكل شيء بسرعة , وشرب شاي ساخن , وإلا فمواعيد جامعتي مهددة بعدم وصولي إليها ..
عبثاً حاولت إقناعها بأن لا فرق بين الحليب المجفف والمعلب . كلاهما الشيء ذاته .. لكنها أصرت , ثم أظهرت تعبيراً طفولياً يظهر امتعاضها مني , فلم أستطع أن أخيب أملها بهذه القسوة , وبدأت أعد لها ما تريد , على التوازي مع ما سأشرب أنا .
حين أنهيت صب الماء الساخن في كوبي .. تركته دون تقليب واتجهت لعبوة الحليب المحفوظ ..
صببت بعض محتوياتها في الكوب البلاستيكي الصغير الذي يجاور كوبي , والذي عدت له مرة أخرى وأخذت في تقليب محتوياته التي يتخللها البخار الساخن ويتصاعد منها في ذات الوقت .
وفعلت المثل مع كوبها الصغير .
واكتشفت اني أكره الحليب المجفف ..
توصلت لذلك من مجرد المقارنة فقط بين كوبي الذي أختلط فيه الشاي بالحليب المجفف , وبين كوب أختي الصغيرة ذي الحليب الطبيعي , حتى لو كان معلباً ..
نظرت لكوبي الذي تجمعت على سطحه تكتلات من الحليب لم تذب تماماًَ , ولم تفارق جفافها رغم محاولاتي المستمرة أن أغمرها بالمياه الساخنة ,
وغالباً لن تذوب , بل ستبقى لتترسب في القاع , وتثير الاشمئزاز بمنظرها ..
وابتسمت بلا شعور معين , وأنا أنظر لكوب أختي ذي السطح العاكس , والذي كان يحمل , في تلك اللحظة , منتهى الصفاء .