يعني مثلاً أن نكون واقفين على السلم، ننهي بقايا الحديث المقطوع بسبب اتصال أبي ، وطلبه مني العودة.. واقول بلا خجل أن أبي لا يزال حتى هذه اللحظة التي أبلغ فيها من العمر ما يربو على ربع قرن، لازال ينتظر عودتي كل ليلة لينام.. حتى لو كانت الساعة كما هي الآن، تتجاوز الثالثة فجراً..
فتضحك أنت وتقول لي أن اباك لا يسمح لك حتى هذه اللحظة التي تبلغ فيها ما يربو على الربع قرن، بالعودة في الثالثة فجراً أصلاً، وانت انهيت دراستك، وبدأت في العمل، فأضحك، وأقول أنني في الخارج حتى الثالثة فجراً لأني قلت أنني احتاج نسخة من كتابٍ للكلية على فلاشة.. وبعد الانتهاء من الدعابات التقليدية المكررة المعتادة _والمضحكة رغم كل هذا_ عن "نهين" و "نهون"، تدخل انت للبيت، لتحضر لي فلاشة، لا أفهم في البداية، فتقول أنها احتياطي لسؤال أبي عن الفلاشة، واستعيد مباشرة أجواء ثالثة اعدادي ودليل المذاكرة، قبل الخروج من البيت، وأضحك..
أشياء كهذه يا فريد.. أشياء كهذه ..
هناك تعليقان (2):
أشياء كهذه قد تجلب الحنين يومًا، لكنها تستدعي البسمة دومًا
ربنا يخليكوا لبعض يا صاحبي :)
إرسال تعليق