الأحد، 20 يونيو 2010

اليمامة التي تهم بانطلاقها


حين التقينا : لم تسل من انتَ ؟ ..
أو من أين ؟!
وقبلتني خلسة ونحن في المترو ..
مُحاصرين .. واقفين
وقبلتني وأنا أخرج مفتاحي ..
أمام غرفتي الفقيرة !
وقبلتني .. حالما أغلقتْ البابَ وراء ظهرها
لامعة العينين !!
** ** ** **
لا نهدها ( اليمامة التي تهم بانطلاقها )
ولا انحسار الثوب فوق ساقها
هو الذي حاصرني في الجسد _ الجزيرة .
لكنه .. شيء بها .. كأنه اليتم ..
كأنه الفرار ..
يذوب ما بين ذراعيّ : فتهدأ السريرة
وتلتوي الأنامل البيضاء حول كتفي ..
كانما نحن : الغريق .. والحطام الخشبي !
تمسك بي ..
في لحظة احتراقها ..
في لحظة التخلي عن عناقها !
تمسك بي ..
حتى مع استراحة النوم القصيرة
اذا انفلتُّ من يديها ..
وهي في استغراقها !!
وصار بيتي بيتنا معاً ، وصارْ ..
أرجوحة وثيرة .
وصارت الألفة ثوباً واحداً
نلبسه تحت جلودنا
فلا يبلى ..
ولا يلحقه الغبار !
عارية ً _ إلا من الحب _ تروح وتجيء .
يأتي غناؤها بصوتها الدافيء ،
وهي ترش الماء في الحمام ،
أو .. جالسة على الأريكة الأثيرة
وهي تسوّي شعرها ،
أو .. وهي عند النار
تعد فيها قهوة الإفطار
أو تمنح الرونق للأشياء
في لمستها الخبيرة
تكوي المناديل الحريرية .. والتنورة
أو تمسح الغبار حول صورة
وها أنا بعد رحيلها المفاجيء
أعمى بلا بصيرة
فتشت عنها كل حانات المدينة الكبيرة
وغرف الطلاب ..
والمستشفيات ..
والملاجيء ..
لكنني لم أر غير الوحشة المريرة
وذكرياتها المنثورة ..
تنتظر اليد الأميرة
تنتظر الخيط .. الذي ينظم اللآليء
( أمل دنقل .. فصل من قصة حب )

الخميس، 3 يونيو 2010

خرف الليالي


ستصبح كلها ذكريات لطيفة ؟ اتفقنا ، ستصبح لطيفة .. في الخمسين ، السن التي ترتبط في دماغي بالكسل كأسد بعد وجبة مهمة ، سأتذكر الأشياء اللطيفة وأنا أطل من شرفة البيت على ما أريد ، وأبتسم بحكمة السنين ، أدخن السيجار بحكمة ، وأملس على صلعتي اللطيفة ، وأبتسم . لكن قسماً بالله ، لو لم يحدث هذا ، قسماً بالله ، ستكون سنة سوداء على البشرية بحالها .

المتابعون