الاثنين، 18 يوليو 2011

إنهم يذاكرون الباطنة في التحرير

أيام التحرير الأولى، واحد صاحبي قرر الاعتصام في الميدان بمصاحبة مئتي وخمسين جنيهاً، يأكل منهم، ولحاف ثقيل، وكتاب باطنة.. لم نكن نعرف ميعاد الامتحان، حين اضطربت الأمور، وهو لم يكن قد فتح كتاباً بعد، وشعر بالفزع من فكرة أن تفشل الثورة، ويقرر "النظام" عودة الحياة لطبيعتها في اليوم التالي، فيدخل على امتحان لا يعرف عنه كلمة، لهذا قرر امساك العصا من المنتصف.. 

أيام التحرير الثانية، قابلت صديقاً لي بالصدفة، وعيني وقعت على كتاب الباطنة المألوف، رديء الطباعة، فاقع اللون والمحتوى، سألته عمّا يفعله بالكتاب هنا، فقال انه لم يستذكر كلمة لامتحان الأسبوع القادم، وأن هذا هو الحل الوحيد، سألته هل ذاكر إذن، فضحك وقال إن الأمل في وجه الكريم.. ما بين هتاف وهتاف، يجلس في خيمة ويقرأ كلمتين.  

دعك من التعريفات الأكاديمية، أن أنظر لأي كتاب باطنة الآن فأبتسم دون ارادة، رغماً عن الحقيقة العلمية التي تنص على أنني أكره حتى كل علامة ترقيم فيه، فهذا هو تعريف المجاز .


ليست هناك تعليقات:

المتابعون