الخميس، 30 يونيو 2011

صوت تنفس منتظم


توقفت عن القراءة حين سمعت الصوت في الصالة، نظرت للباب، وانتظرت حتى سمعت صوت الطرقات عليه، لأخلع نظارتي وأغلق الكتاب، أضعه جواري، وأتمدد على السرير معطياً الباب ظهري، تكررت الطرقات مرتين ثم فُتح الباب، سمعت صوت أمي وهي تقول : "صاحي؟".. لم أرد وأكتفيت بالنظر إلى الحائط أمامي، كنت قد بدأت أكتب مقطتفات من الشعر على الحائط منذ أن كنت مراهقاً، وتطور الأمر، وخرج عن سيطرتي تماماً، حتى أصبح وجود مكان يتسع لكتابة شيء جديد معضلة حقيقية. 

لاحظت أنها لم تغلق النور بعد كالعادة، سمعت صوت خطواتها في الحجرة، ثم صوت كرسي المكتب وهي تسحبه لتجلس عليه، لم أعرف بالظبط ماذا يحدث، وفكرت أنها لو كانت تنوي القيام بحملة تفتيش ما، فالبيت لن ينام اليوم، لكنني لم أسمع صوتاً لفترة، ثم سمعتها تقول : "صاحي؟ ".. وكررت : "لو صاحي، عايزة أكلمك في موضوع كدا".. وأنا لم أرفع عيني عن الحائط..

سمعتها تقوم وتعيد الكرسي إلى مكانه، تحركتْ في الغرفة وخمنتُ أنها تتحركْ نحوي من اتجاة صوت الخطوات.. شعرت بها جواري، مالت عليّ فأغمضت عيني، وحافظت على انتظام تنفسي.. ابتعدت ثم  أغلقت النور، وسمعت تكة اغلاق الباب. وأنا تساءلت عن فائدة كل هذا الشِعر أمامي مادمت عاجزاً عن تبادل حديث عابر مع أمي حين ترغب في الكلام. 

هناك 3 تعليقات:

أميرة يقول...

إحنا كده .. نبخل بأجمل ما فينا على أقرب الناس إلينا ... ونلجألهم في أسوأ حالاتنا فقط ...

iso92 يقول...

:')

نسمة جويلي يقول...

جميلة جدا :)

المتابعون