الخميس، 14 أكتوبر 2010

شَـعـر

قالت لي أن أرحل .. وأكملت بعد دُفعة جديدة ، أرجوك .. لكن من قال أننا يجب أن ننفذ كل ما يطلبه الناس منا ، خصوصاً لو كانوا يتقيأون ما تحويه بطونهم في المرحاض الذي كان نظيفاً كيوم مشمس ، وتحول بقدرة قادر بعد لحظات من بدء إلى الإعصار ، إلى مصرف عام ..
دققت في اختيار النبرة التي سأقول فيها : _أحسن ؟ ، بحيث تخرج بالظبط بين الإهتمام العادي العابر بكائن بشري يقعى على ركبتيه ، وبين الشفقة ، التي لا يجب أن تبدو واضحة تماماً ..
لكننا نعلق أهمية كبيرة على النبرات التي ننطق بها في هذه المواقف . لم يبد أنها أهتمت بنبرات كلامي ، وهي تقول بصوت حيادي مرهق :
_ خرا
هناك شيء غير مفهوم لكنه لطيف عندما تقول الفتيات هذه الأشياء .. خصوصاً ونحن في الحمام ، وتحديداً وهي تتقيأ .. وفي الوقت الذي يتصور الواحد فيه أنه قد عرفها بالدرجة التي تجعله يعرف ما يمكن ومالا يمكن أن تقوله ..
لم أكن أعرف إذا كان من الأفضل أن أضغط على رأسها براحتيّ يدي كما يفعل الناس في العرف السائد ، أو حتى ، أضعف الإيمان ، أن أمسك شعرها بينما تستكمل هي ما تفعله ، لكنني شعرت أن هذا سيكون مقتحماً بشكل ما .. وهي تجفل حتى من اللمسات المعتادة غير المتعمدة ، كل ما قررت فعله إذن هو الوقوف بجوارها ، وهي تستكمل ما تفعله ، وأن أقول لها بعد أن تنتهي : أنها الآن ستستريح ، وأن هذه هي طريقة الجسم في طرد سمومه .. وأن أقنعها أن تتجاهل الآثار الجانبية على ملابسها المبللة بالقيء ، وشعرها الذي التصقت خصلاته ببعضها .

المتابعون