الاثنين، 12 أبريل 2010

عام واحد

إلى فوزية توفيق
** ** ** **
العزيزة بيرّي ..
لاحظت فجأة .. نعم .. أن هناك عاماً كاملاً قد مر ! .. العجيب أنني أشعر أن كل هذا قد حدث بالأمس فقط ، حين عرفت أنك قد رحلتِ .. و بكينا ، و بدأت أمك ِ في تعاطي مضادات الإكتئاب .. وعندما سكن هذا الحزن في قلبي ، ولم يغاردني أبداً .. عام كامل ..
لم أستطع التحدث مع والدتك ولو لمرة من ساعتها ! .. أنا أتجنب الحديث معها بصراحة .. آسفة . ولكنني ببساطة لا أستطيع .. لقد فقدتك ِ ، ولا أعرف من أين أحتلتني قناعة أنني سأذكرها بكِ (كما لو أنها قد نسيتك لحظة) ، أعني .. كنا دوماً معاً ، نفس الكلية ، ونفس أشياء عديدة نتشارك بها ، وطلبت هي مني النصيحة عندما أتى إليك ما أتى . كنا مرتبطين دائماً ! وعشت أنا و متِ أنت ِ ! كيف إذن أتحدث معها ؟! .. لا أستطيع .. لا أستطيع التعامل مع ألمها .. أعرف أخبارها عن طريق أمي ، تخبرني أمي أنها فقدت حس دعابتها . أن ملامحها تختفي ببطء . قلبي معها . أفقد رؤيتها .. حقاً أفعل .. أفقد حتى قهقهاتها على الهاتف ، بالظبط كما أفتقد رؤيتكم جميعاً معاً .. حين كنا نقوم بهذه الحيل البلهاء لكي نلتقي ، ونبدأ ثرثرتنا الفارغة ! لكننا كنا معاً ، وكنت انتِ معنا . لن أتساءل عن حكمة الله الآن فيما يحدث ، لن أجدف .. بسببك ، عرفت كم هو الموت قريب .. أتذكر هذا كما أتذكر أن الحياة نعمة ، لأنها يمكن أن تنتهي في أي لحظة ! .. لم أقل لأحد أنني كل مرة أستقل فيها سيارةً أشعر بالرعب (حرفياً أشعر بالرعب) .. أصبحت حادثتكِ تسكنني ! . كل مرة أحتضن أختي الصغيرة ، قبل الخروج .. أرتجف من فكرة أن هذه هي قد تكون المرة الأخيرة التي تراني فيها . يذكرني موتك ِ بكل هذا ! وأحاول أن أستمتع بيومي ، وأقمع خوفي الذي يصاحبني في كل خطوة أخطوها خلال اليوم .. لكن الفكرة أن الحياة قصيرة جداً ! .. وأنها عاجلاً أو آجلاً ، تنتهي .. وأنها قد تنتهي في أي لحظة ! .. أنت كنت هناك ، مع أصدقائك ، تضحكين وتمزحين .. و تحدث حادثة .. يخرجون جميعاً منها سالمين .. وأنت ِ .. أنتِ فقط تموتين .. بمنتهى البساطة .
كان موتك درساً موجعاً ، قاسياً .. يا عزيزتي .
كم أتمنى لو كنت صديقة أفضل .. ولكنني بكل صدق ، أتمنى أن تصبح أمكِ بحال أفضل ! ليست عندي أي قدرة على تخيل كيف تناضل لتستمر في حياة من غير وجودك فيها .. ربي القدير .. أجعل طانط دينا تتعافى . فقط من أجل ولديها الصغيرين الذين يحتاجان حقاً إلى صوتها ، وسلامتها .. إلهي الرحيم .. أغمر قلبها بالسكينة .
أعرف أنك في مكان أفضل يا بيرّي .. أدعو أن نلحق بك يوماً في الجنة .
أدعو ليرحمك الله .. و لتظل سيرتك دوماً بيننا ، ولنتذكرك دائماً ( أدعو لك يومياً )
لك دائماً
هاجر
** ** ** **
الأصل ، باللغة الإنجليزية ، في مدونة Epitaph .. وكل الشكر لها

هناك 6 تعليقات:

Epitaph1987 يقول...

رحمهما الله


شكراً
:)

عبقرينو يقول...

الله يرحمها رحمة واسعة

إيمان يقول...

لماذا اليوم
يستحيل الربط عندما يصر كل شىء ان يُذكرني ويحدث كل هذا اليوم
تدوينة سارة في نفس الموضوع
تأتي على ذكر مدونتي فأذهب اليها واقرأ اخر تدوينة واتذكر مرة اخرى
ثم اقرر ان اتصفح التدوينات الجديدة فاتي هناو....

ربنا يرحمهم جميعا يارب ويجعل مثواهم الجنة ان شاء الله ويصبر أهاليهم جميعا يارب

Epitaph1987 يقول...

I dunno why I searched for your post...I wanted just to read this one...I wanted to pray for your granny and my perry...May they rest in peace!

Thank you!

أحمد جمال يقول...

Epitaph

الشكر ليكي انتي والله :)

الله يرحمهم

Epitaph1987 يقول...

one of the reasons I wanted to come to your reading when razan told me...was just to thank you in person for this post! but unfortunately I missed it!

so...here is it..*Thank You*

Rabna yer7mhom

:)

المتابعون