السبت، 3 أبريل 2010

بالسلامة


كان الفاصل الزمني بين آخر مرة كنت فيها هنا ، وبين الآن ، كبيراً .. يتجاوز الشهور بتقدير مبدئي ، لم أفكر فيه إلا عندما صمتوا جميعاً ونظروا لي .. كنت أفكر في أمرين بالتحديد ، الفاصل الزمني الممتد ، و المرات التي أغلقت فيها هاتفي ، عندما كانت الإتصالات تزيد عن مرتين .. شعرت بالحرج ، وزاد الأمر سوءاً ، الصمت الذي تلبسنا .
كان معي كتاب ، وكنت ، كعادتي أفكر في موضوع لا علاقة له بما يحدث ، كان الكتاب يتحدث عن عام سيء ، ، و أفكاري كانت تتمحور حول داليدا .. رغم أني لا أحب سالمة يا سلامة .. وإن كنت أحب حركتها على المسرح وهي تغنيها .. ورغم أن عامي لم يكن سيئاً .
قلت : صباح الخير .. وقام واحد ليسلم علي قائلاً أن الحمد لله على السلامة ، قلت له الله يسلمك ، وسحبت كرسياً ، وجلست متحاشياً النظر لأحد ، لكنهم كذلك لم ينطقوا بكلمة ، وشعرت أن وجهي يحمر ، وأنني أريد الجري من هنا ، لكن تفكيري هذا كان غير واقعي ، فأعتدلت في جلستي ، و سألت عن الأحوال .. تحدث إثنان أو ثلاثة ، ثم كان لابد من سؤالي نفس السؤال .. وأنا أمسكت الكتاب ، وقلت أنني غيرت رقم هاتفي .

هناك 5 تعليقات:

هِيَ يقول...

انها احدى طرق العقل للهرب من موقف معين ألا و هو التفكير قي شيء آخر بعيد كل البعد عن موقفه ذاك ..
أعجبني الوصف و النظرات و ربما ان مشاعر البطل هنا وصلت بكل سهولة ..

قصة جميلة و ان كانت قصيرة :)

غير معرف يقول...

"وانا أمسكت الكتاب ،وقلت انني غيرت رقم هاتفي "
خاتمة جميلة جدا تلخص ما في الموقف من حرج و محاولة الهروب ،تدفع البسمة إلى وجه القارئ ربما بشعور من العطف على البطل في مثل هذا الموقف الصعب ..هذا نوع مفهوم من الكذب سواء كان صحيحا أم لا ،فلا يمكنك أن تشعر بالقسوة تجاه صاحبه
أعجبتني أيضا الطريقة الاسلوبية في تقصي بعض اتفصيلات المعينة ،ودقة الوصف والتخيل التي أضفت على الموقف واقعية حقييقية .. وكما قلت لك ..هذا اموقف تقريبا حدث معي منذ قريب وإن كان موقفي ألعن
كالعادة .. .. استمر

غير معرف يقول...

بالمناسبة نسيت القول أعلاه أنني ع*2

محمد الدسوقي يقول...

أحمد.. أنت أديب فذ.. ربما لأني أشعر أن كل كلمة تكتبها تغزلها من عالم تحياه أنت فقط تري فيه الأمور كما لا نراها.. لو لم تصبح أحد أفضل كتاب مصر فالأمور تسير بلا عدالة.. فعلا أكثر من رائع.. أسلوبك مغناطيسي في الكتابة.. لديك المقدرة على تحويل أي مشهد لقطعة موسيقى لدرجة إيماني التام بأنك قادر على تحويل كابوس هلامي لحلم وردي.. والعجيب أنك تفعل ذلك ببساطة لا متناهية..أنت تكتب ببراعة لأنك تجيد الكتابة بالفعل

روز يقول...

ينفع اقتحم هذا العالم الجميل، وأترك بعضا من كلماتي العامية السوقية، وأن اقتحم أيضا كلام الإخوة الأفاضل هنا، وأقول: أنا مفهمتش حاجة يا أحمد!
..
ياللا الحمد لله على نعمة الصحة، والقدرة على قول "لا مفهمتش" عند السؤال!

المتابعون