الخميس، 21 أغسطس 2008

تـا فـا تـيـفـي تاتـتـي



و أنا أعتدلت فجأة من مكاني , وابتسمت إبتسامة الظافر أخيراً .. رفعت راحتي يديّ , بطريقة ( فلنهدأ قليلاً ) , هي صمتت للحظات , وانا وجدتها لحظات يجدر بي إستغلالها على أكمل وجة .. قلت مباشرة , رافعاً طبقات صوتي في مرحلة تقع بين (الصراخ) و (العادي) :
_ " إستني بقا عليا , هقولك أهو "
حركت ملامحها , ممتعضة بطريقة ( خليك مع الكداب , لحد باب الدار ) , وأنا حاولت ألا يؤثر هذا عليّ , وأنا أستخدم سلاح المثل :
_ " شوفي بس .. غالباً , لما تكوني عايزة تدوري على حاجة في النت , بس.. يعني .. حصل يعني .. "
وقطعت جملتي , وأنا أرفع كتفي , متزامنة مع حركة راحتي يدي قائلاً :
_ "عادي يعني , أنك كتبتي عنوان جوجل غلط في صندوق العناوين .. هيحصل إيه بقا .. صفحة النت بارك الله فيها , هتبعتك علطول على جوجل .. ليه بقا ؟! "
رفعت حاجبها الأيسر , وقالت بوجه مجتمد , وإن ظل به بعض الآثار من الطريقة السابقة :
_ " ليه يا فالح ؟! "
وأنا أفلتت مني ضحكة , فجأة , ندمت عليها بعض الشيء , لأنها أفقدتني مظهر حكيم القرية , ولكني تجاهلت هذا لأني , أشك أن هذا المظهر قد وصل لها أساساً منذ البداية , أكملت , مستجمعاً قواي حتى لا أضحك مرة أخرى وأنا أقول :
_ " علشان إنتي كتبتي العنوان غلط .. هو ملهوش دعوة إنتي عايزة تروحي فين .. مع إنك أساساً عايزة تروحي جوجل .. لكن الكمبيوتر مصمم على أساس إنك لما تكتبي عنوان غلط يوديكي على جوجل .. حتى لو كان العنوان اللي كتبتيه غلط .. هو أساساً عنوان جوجل "
بدا أنها إقتنعت للحظات بما أقول , لأنها عقدت حاجبيها , العلامة الأصلية على التفكير فيما أقول .. ونظرت ناحية الزاوية السفلى من اليسار , علامة المخ , ربما, على التفكير , وأنا ظهرت على ملامحي شيء من طراز : "هااااا ؟ "
أعادت هي نظرها لي وقالت :
_ " همممممم "
فأكملت :
_ " دلوقتي بقا , إنجاز الوصول إلى السيد المبجل (جوجل) بقا , من حقي أنا !! , ولا أقول : (شكراً للبرمجة الحديثة ؟ ) "
_ " شكراً للبرمجة الحديثة " .. هكذا قالت بهدوء , وهي لا توجه نظراتها لي ..
وأنا بحركة مسرحية إنحنيت قائلاً :
_ " نشكركم على حسن إستماعكم "
ولكنها عادت فعقدت حاجبيها , ثانية , وهي علامة سيئة للغاية بعد نهاية النقاش وقالت :
_ " بس الوصول لجوجل دا أساساً مش إنجاز "
وانا نظرت ببلاهة وأنا أفكر أن مشكلة أن تتحدث بالمجاز دوماً , أنك حين تقول شيئاً لا مجاز له , ولا شيء وراءه , ولا يوجد له معنى خفي , خلف كلماتك هذه .. لن يصدقك أحد في الغالب ..
لذا , قلت بعدها , بعد فترة من محاولة إستيعاب الهزيمة , كاسراً حالة الصمت :
_ " تيكي تم تيكي تم "
_ " معنى دا بقا إيه .. سعادتك"
_ " ولا حاجة .. أكيد , وبلا شك المرة دي , تيكي تم تيكي تم ملهاش أي معنى " .


ليست هناك تعليقات:

المتابعون