الأربعاء، 11 يونيو 2008

عن الذي فعلتَه


لم أكن يوماً من مهووسي الكرة .. او حتى من متابعيها كتعبير أكثر دقة ..

كل ما كان يدفعني هو أن أجلس أمام كرسي لأتابع مباراة , مهما كان طرفاها , أن يكون الفريقين هما الأهلي والزمالك .. وبالمناسبة فأنا أكتشفت منذ فترة أنني فعلاً أضحك على نفسي حين أقول أنني أهلاوي .. كشفني أحد أصدقائي حين سألني عن مكان لعب أحمد شديد قناوي .. بدا لي الإسم مألوفاً بشدة .. ولكنني عجزت بشكل كامل عن تذكر أي شيء عنه .. ولا أدرى حتى هذه اللحظة , هل يعلب (شديد قناوي) في الأهلي فعلاً أم الإسماعيلي , ولن أندهش لو قيل لي انه محترف في ريال مريد ..

السبب الثاني هو أن تلعب مصر .. وهذا أيضاً له شرطان فرعيان .. أن يخبرني أحد أصدقائي بميعاد المباراة .. وأن تكون مباراة مهمة فعلاً

أو أن يلعب زين الدين زيدان ..

فقط أنا أحب اللعبة الحلوة .. هل هناك ما هو أكثر "حلاوة" من هذا اللعب ؟

حين دفن زيدان رأسه الصلعاء من منتصفها في قفص ماتيرازي الصدري , مهشماً إياه تقريباً , قفزنا نحن جميعا , متابعي المباراة النهائية في كأس العالم .. كنت في بيت أحد أصدقائي , وفعلاً قفزناًَ , ليس الأمر مبالغة , أو تشبيهاً تمثيلياً .. وانا لم أكن أقول شيئاً إلا جملة واحدة أكررها بهستريا :

_ " يا بن المجنونة .. ايه اللي انت عملته دا ؟! "

لا أعرف هل أحمّل الأمور فوق معانيها , لكن .. فكرة أن يترك القائد _ ومن ينكر أن زيدان كان قائداً بالمعنى الحرفي ؟!_ فريقه في هذا الوقت .. وبهذا الشكل .. كانت تعني انه أمه مجنونة فعلاً , وأن الجينات الوراثية تلعب دورها هاهنا .. رد فعل مدرب فرنسا الذي لا أذكر أسمه , كان هو الذي توقفت أمامه .. الرجل صفق بيديه , مرة ثم إثنتين , ثم حرك يديه بطريقة تعني أنه رمى طوبة الموضوع كله .. أضحكني , وآلمني فعلاً هذا ..

بعد مرور ما يقارب السنتين , مازلت عاجزاً عن فهم الشطر الثاني من الجملة : " إيه اللي انت عملته دا ؟ " .. ومازلت حقاً , عاجزاً عن تصور أي رد فعل مختلف عن رد فعله.. ..

الآن فقط , أريد أن أتساءل .. لماذا يا عم زيدان لم أعد أرى الملعب منيراً حين تلعب فرنسا ؟





هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ألم يقل أنه قام بسب والدته أو شيء من هذا القبيل ؟ على أية حال لم أعرف أنه كف عن اللعب كل ما فهمته أنه طرد من تلك المباراة..

المتابعون