الاثنين، 17 مارس 2008

.. خلاص


وهي كانت مرتبكة مثلي , أكثر مني ربما ..
كنت أنا من على وشك البكاء , دموعي بدأت تحتشد في مقلتيّ , وبشكل يوحي أن الإنفجار سيكون بشكل أسرع مما تتخيل .
هي بدت وكأنها تنتظر إعصاراً لا تعرف من أين سيأتي .. تنظر لليمين , ثم لليسار ثم تميل نحوي , تقول فجأة :
_ " طيب إشرب مية " .. ثم تحمل الكوب وتمده لي وكأني لا أستطيع أن أفعل :
_ " طيب إشرب بس "
أهز رأسي محاولاً بحق أن أتماسك , محاولاً أن أجنبها وأجنب نفسي ذلك الإحراج الغريب الذي سنشعر به لابد .. وهي لا تزال على حالها , تستمر في حالة الفزع التي تسيطر عليها , ثم تسكن فجأة وهي تقول :
_ " ما تعيطش بس والنبي "
عند هذه الجملة بالذات , قضي الأمر , وبدأت في البكاء .. ثم تصاعد البكاء إلى نحيب لا لبس فيه , أحاول أن أوقف نفسي فلا تؤدي محاولاتي إلا للمزيد والمزيد .. أغطي وجهي , وأستشعر ملمس الدمع اللزج , فيؤلمني هذا , فأستمر بشكل أقوى .
ثم شعرت بيدها على كتفي , كانت متوقفة عند منكبي وكأنها لا تعرف ماذا تفعل . ثم بدأت تحركها على كتفي .
تربت بعصبية وهي تشهق :
_ " طيب خلاص .. عيط خلاص .. عيط .. خلاص بقا " .

المتابعون