الأربعاء، 21 نوفمبر 2007

( لا تكلمني .. شكراً.. ( قصة قصيرة

.. كانت الغرفة معتمة الإظلام بالكامل حين ضغطت زراً ما في هاتفي المحمول

للحظات ساد غرفتي الضوء الشاحب المنبعث من شاشة الهاتف .. أكره هذا الضوء كراهية التحريم ..
ولكنه في هذه اللحظة , والغرفة فقيرة لأي مصدر ضوء , بدا لي كأنه ألف شمس ..

بعين نصف مفتوحة , جلبت القائمة , اخترت اسماً بعينه .. ضغطت زر الاتصال .. ساد الصمت حتى قطعه صوت الفتاة التقليدي البارد , لتخبرني , بكل شماتة الدنيا , أن رصيدي قد توفي

زفرت بشدة .. ضغطت زر الخروج , وعادت النافذة صافية كما كانت , تنتظر أوامري ..

" كلمني .. شكراً " .. تمتمت بها وأنا أقرن قولي بالفعل .. ضغطت الأرقام الأولى , تلك التي أطلب بها رقم الخدمة , ويفترض الآن أن أضيف رقم الهاتف .. ومن ثم أنتظر أن يعطف , ويتصل ..

زفرت مرة أخرى ..

مررت بأصابعي بمنتهى الهدوء على الأرقام المضيئة , واحداً تلو الآخر .. دون أن أضغط أياً منهم .. وزفرت للمرة الثالثة ..

انطفأ النور المنبعت فجأة .. وجدت نفسي أندفع , بشعور يكاد يقارب الذعر , لأضغط أي زر تقع عليه يدي , فقط ليأتي النور مرة أخرى ..

عندما نظرت للأرقام والرموز , التي ظهرت لعيني , متراصة على هاتفي .. أدركت أنها نقصت واحداً .. وأدركت أني ضغطت زر مسح آخر رقم أُضيف ..

وضعت أصابعي , بإرادتي هذه المرة .. وأكملت مسح جميع الأرقام ..
عادت الشاشة لصفائها كما كانت في البداية ..

قلبت الهاتف ليسود الظلام .. وأغمضت عيني وأنا أتنهد في هدوء

ليست هناك تعليقات:

المتابعون