الأربعاء، 31 أكتوبر 2007

يا ولاد بلدنا يوم الخميس

.. مسرحية تليفونية من مشهد واحد
** ** ** **
الشخصيات :
أبو صلاح : فتى مهذب في السنة السادسة من كلية الطب , وهو الآن فترة الإمتحانات المقيتة ..
أحمد : أنا يعني
** ** ** **
أبو صلاح : ألو ..
أحمد : ألو .. أزيك يا أبو صلاح .. أنا أحمد
أبو صلاح : أزيك يا بني عامل ايه ؟
أحمد : تمام الحمد لله .. ها .. عملت إيه في إمتحان النهاردة ؟
أبو صلاح : إمتحان إيه ؟!
أحمد : أنت مكنش عندك إمتحان النهاردة ؟
أبو صلاح : إمتحان إيه يا جدع انت بس ؟!
أحمد : إمتحان آخر السنة بتاعكوا دا ..
أبو صلاح : إمتحاني يوم الخميس يا فالح
أحمد : امممممممم .. أنا كدا منظري وحش أوي ..
أبو صلاح : تقريباً
أحمد : طيب مش مشكلة يعني .. عملت ايه بقا في إمتحان الخميس الجاي ؟!
يضحك أبو صلاح , ويفرح أحمد
** ** ** **
أحمد : أنا بدعيلك على فكرة يا أبو صلاح
أبو صلاح : ما هو دا اللي جايبني ورا
يضحك أحمد , وأعتقد أن أبو صلاح يفرح
** ** ** **
أحمد : سلام يا عمي
أبو صلاح : سلام يا أبو حميد
** ** ** **
ستار
** ** ** **
ملحوظة لا علاقة لها بالمسرحية :ربنا معاك
ملحوظة ثانية لا علاقة لها بالمسرحية ولا بالملحوظة السابقة : العنوان من أغنية شعبية غبية يكرهها أبو صلاح :)

الثلاثاء، 30 أكتوبر 2007

أخضر .. قصة قصيرة

.. توقف الميكروباص على بعد أمتار عني
تزاحم الناس , الذين كانوا حولي , على الركوب وبقيت أنا واقفاً .. أنظر لهم وأنتظر فرصة أخرى .. هذا الوضع غير بشري أصلاً

التقت نظراتي فجأة مع نظرات المنادي , الذي كان واقفاً بالكاد ممسكاً بالحاجز المعدني الأفقي , على ما يبدو
_ " يلّه يا أستاذ "
ماذا ؟! .. لا يوجد مكان يسمح لي حتى بالوقوف .. نظرت للناس الذين خرجت أجسادهم خارج الميكروباص وكل منهم يجاهد ليمسك شيئاً ما ..
نظرت لكل هؤلاء وتحركت مقترباً لكي أقول أنني لا أستطيع أبداً الركوب بهذا الشكل ,
تحركت نحوه فمد لي يده وقال بلهفة :
_ " بسرعة بس عشان العسكري "

لا لا .. لا أعني أنني أريد الركوب .. لا أريد التعلق للدقة .. لا يمكنني حتى لو أردت .. لا يمكن ..

كل هذا دار برأسي في لحظات , وهو يمسك يدي , ويجذبني نحوه , ويطلب مني أن أثبت قدمي حتى لا أسقط ..

شاعراً بالذهول , حاملاً حقيبتي على كتفي , وقفت .. تثبت كتعبير أدق .

جسدي الآن بالكامل في الفراغ , وما يمنعني من السقوط الآن وتهشيم عظامي , بحساب سرعة العربة التي تسارعت بشكل مخيف , أن لدي أربعة أطراف .. قدمان أضعها على الأرض محاولاً عدم تحريكهما مطلقاً , ويدان تمسكان الشبكة المعدنية العلوية ,

كنت أنا في الوسط .. على يميني كان المنادي يشرب الشاي في هدوء , دون أي شعور بغرابة ما يفعل , وعلى الناحية الأخرى كان أحد طلاب الثانوية العامة , كما خمنت من ملابسه ومن عناوين الكتب الصغيرة التي يحملها , يضحك هو وأصدقائه الذين يجلسون في الداخل , وهو يبدو عليه الاستمتاع الشديد بوضعه .

بدأت _ لدهشتي _ في الاعتياد على وضعي , بل وبدأت أتأمل الشوارع عبر عينين , أغلقت نصفهما , اتقاء للهواء الذي يهاجمنا كما نهاجمه بسرعة عربتنا العالية .

_ " أنت أول مرة تركب ولا إيه ؟! "
مازال ممسكاً بكوب الشاي في يده اليمنى , وباليد اليسرى يمسك بالحاجز الرأسي بجوار الباب , بلا إهتمام حقيقي , يسألني .

_ " لا.. ركبت كتير "
_ " أمال مالك قلقان يعني ؟! "
_ " قلقان إزاي يعني ؟ "

إزاء لهجتي الحادة نوعاً صمت .. هز رأسه وعاد للشاي مرة أخرى ..

أستمر الوضع كما هو للحظات ..

من النافذة عرضت علي سيدة جالسة فجأة أن تحمل حقيبتي عني , حتى أستطيع _ أنا حبة عينها _ أن أقف .

شكرتها بإمتنان وقلت لها أن الوضع لا يستدعي هذا ..

_ " مش بقولك قلقان "
علق هو على الوضع .. لم أستطع الإنكار هذه المرة .. قلت له أن هذه هي أول مرة أركب فيها بهذه الطريقة .. ضحك وقال :
_ " لازم يبقا فيه أول مرة "

عندما تخرج حكمة تعرفها أنت كاسمك بهذه العفوية يصبح الأمر غير قابل للوصف أصلاً .. "ربنا يسهل "
قلتها في هدوء ..
ادار جسده بالكامل ليواجهني ومد يده بكوب الشاي :
_ " اتفضل "
_ " تسلم "
وضحكت وأنا أكمل :
_ " هشرب إزاي بس وأنا كدا "
ترك يده الأخرى الممسكة بالحاجز ثم أستند بظهره على مكان الباب وقال :
_ " ما انا بشرب أهو يا عم .. امسك بس .. "
_ " امسك ايه ؟ " .. بذهول نظرت له .. انه يتحدث جدياً على ما يبدو .
_ " سيب إيدك اليمين .. ايوا كدا .. انت ماسك بالشمال .. دا كفاية اوي لعلمك .. امسك بقا كباية الشاي .. امسكها من فوق .. تمام .. حاسب فيه مطب .. اعلى بالكباية لما المطب ييجي .. فل عليك .. شوف بقا الشاي عامل إزاي "
رشفت منه رشفة وعيني على الطريق .. ابتسمت ثم قلت له :
_ " مش ناقص سكر ؟! "
_ " ناقص سكر "
أجابني بسرعة ..
لم أسأله لماذا .. نظرت لملامح الطريق المألوفة , والتي تعلمني بقرب وصولي ثم قلت :
_ " أنا نازل كمان محطة "
هز رأسه وهو يبتعد عني قليلاً .. ليضع كوب الشاي الخالي بعدما قضى عليه , بجوار الباب ..
_ " مبيقعش إزاي دا ؟ "
سألته بإستغراب حقيقي ,
_ " لما بنحوّد ناحيته بسنده برجلي "

لم أستطع الرد على جملته الأخيرة لأن حقيبتي الطائرة بفعل الهواء وبفعل الانحناءات المستمرة , اصطدمت بسيدة تسير في الشارع تحمل أكياساً شفافة ظهر الخضار منها والفاكهة ..

_ " آسف والله معلش "
صحت بها .. لاحظت أنها غاضبة فعلاً لكنها هزت رأسها ورسمت إبتسامة ظهر منها تقبلها للوضع ..

_ " بتحصل ولا يهمك "
قال بسرعة فهززت رأسي ..

_ " ربنا يكون في عونّا "
قال فسألته :
_ " مين ؟ "
_ " كلنا "

لم أرد ربما لأني أنشغلت بمتابعة الطريق , وإقتراب مكان نزولي

_ " هنا يا ريس "

توقف الميكروباص بالفعل , ولكن ليس لي هذه المرة , توقف بسبب الزحام المفاجئ في هذا المكان ..
نزل المنادي أمامي , وهو يحرك قدميه اللذين تيبسا من كثرة الوقوف .. تحركت أنا قليلاً لأشغل مكانه ثم أنزل .

صوت التهشم طرق أذني قبل أن أنزل تماماً من العربة ..
نظرت بسرعة لألمح كوب الشاي مهشماً على الأرض , مختلطاً ببقايا الشاي الصلب منها والسائل ..
ونظرت بعدها بسرعة للوجه الذي توقعت أنه سينفجر في ..

وجدته ينظر للكوب كفعل طبيعي للصوت , ثم نظر لي , وضحك !
_ " مش بقولك قلقان "

انفكت عقدة لساني , قلت :
_ " آسف والله أنا ..

قاطعني :
_ " يا عم على ايه .. الواد سعيد دا ربنا بيربيه بس ..
يا جدع دا بيحاسب على الشاي بسكر والشاي من غير سكر "
قال جملته المختلطة بضحكاته العالية وأنا أنظر له في ذهول لا أعرف كيف أتحدث

_ " أنا بجد آسف .. انا ممكن أدفع ثمن الكبا..
قاطعني مرة أخرى :
_ " يا عم ما قلنا خلاص بقا .. وانا هتلكك لسعيد بقا عشان اتخانق معاه .. ويبقا يفتح بقه .. هطلع عليه كل قرف الشاي اللي من غير سكر اللي عمال يسم بدنا بيه "

ضحكت أنا هذه المرة ..

بدأ الميكروباص في الحركة مرة أخرى .. تحرك هو بسرعة ليتعلق مرة أخرى , بجوار طالب الثانوي ذي الضحكات المميزة , ثم نظر لي وقال :
_ " طريقك أخضر يا باشا "

نظرت له , ثم قلت :
_ " طريقك أخضر "

وتذكرت فأضفت بسرعة ليسمعني وهو يبتعد بسبب سرعة الميكروباص التي تزايدت فجأة :
_ " و بسكر "

الخميس، 18 أكتوبر 2007

.. تِـنِـس حواري

ليه مش عايز تقول ؟ -

- مين قال إني مش عايز أقول ؟

- انتا خايف مني..

- أنا مش خايف منك..

- انتا خايف مني..

- أنا مش خايف منك..

- انتا خايف من زعلي..

- أنا خايف من زعلك..

- هو أنا بعضّ أوي كدة يعني ؟

- يعني.. زعلك بيعضّ كدة.. أوي
** ** ** **
هذه ليست لي :)
ما ترونه بالأعلى هو رؤية العزيزة جيرالدين / داليا إيهاب يونس للقصة القصيرة جداً التي قام كل منا بمعالجتها بطريقته .
وذلك إثر فكرة مجنونة طرأت فجأة ..
جزئي تجدونه عندها هنا

.. تِـنِـس حواري

ليه مش عايز تقول ؟ -

- مين قال إني مش عايز أقول ؟

- انتا خايف مني..

- أنا مش خايف منك..

- انتا خايف مني..

- أنا مش خايف منك..

- انتا خايف من زعلي..

- أنا خايف من زعلك..

- هو أنا بعضّ أوي كدة يعني ؟

- يعني.. زعلك بيعضّ كدة.. أوي
** ** ** **
هذه ليست لي :)
ما ترونه بالأعلى هو رؤية العزيزة جيرالدين / داليا إيهاب يونس للقصة القصيرة جداً التي قام كل منا بمعالجتها بطريقته .
وذلك إثر فكرة مجنونة طرأت فجأة ..
جزئي تجدونه عندها هنا

السبت، 13 أكتوبر 2007

.. رمضاني

.. غالباًَ يكون يوم الأربعاء طويلاً
سأحكي يوماً عن كيف أرى الأيام لكن هذا ليس موضوعنا الآن ..
المهم أنه كان يوماً طويلاً
انتهت محاضراتي وأتخذت طريقي ذاهباً للسايبر .. كان الطقس حاراً هذا اليوم , كنت فعلاً سأسقط من نقص المياة في جسمي حين قررت أن أغير طريق سيري اليوم ..
لم أمض في الطريق إلا ثلاث دقائق .. حتى وجدت الفتى .
الفتى هو أحد أصدقائي المقربين من السنة السادسة ..ولإعتبار رؤيته (حدثاً ) سبب مهم :
السنة السادسة في الكلية حالياً يتم طحنهم وتفتيتهم وممارسة كل أنواع التعذيب عليهم عقاباً لهم على ما يبدو على الفترة الطويلة التي قضوها تحت الشمس لا يفعلون شيئاً إلا أثارة غيظنا _نحن الفرافير_ بكم النشاطات المخيف الذي يقومون بها , من رحلات , معارض , تهريج , قلب راوندات , وكل ما يجعل الـ"فرافير" يشكون في وجود كلمة العدالة في الكون
المهم أننا أقتنعنا الآن بمبدأ العدالة ونحن نراهم يمسكون الكتب كما كنا نفعل نحن ويسألون بعضهم : "هي المحاضرة في أي مدرج "
كل هذا يغري حقاً أن أستمتع مع الفتى بكم ذل سيكفيني لمدة ثلاث سنوات من الآن .. لكني لم أفعل ..
قابلني بهدوء _وهو أبعد ما يكون عن ذلك_ وسلم علي ..
" أزيك يا أحمد ؟ "
"تمام .. أزيك أنت "
هز رأسه ..
" أنت رايح فين ؟"
سألني ..
" ماشي بقا .. انت رايح الجامعة "
"اه .. تيجي معايا ؟ "
قررت أن الوقت لازال معي , وأنني فعلاً مفتقد الحديث معه ..
مشينا قليلاً لأجده قد بدأ في الغناء ..
"ف كل حي ولد عترة ..
و صبية حنان
وكلنا جيرة وعشرة وأهل وخلان "
ملحوظة مهمة .. الفتى يملك صوتاً في غاية الجمال , وهو _على حد تعبيره_ لو لم يغن فلا أحد يستحق الغناء في هذا العالم .. دعك من هذا الغرور اللذيذ لكنه فعلاً يملك صوتاً بديعاً ..
" ماتغني أنت ساكت ليه ؟ "
يقول ..
" بسمعك "
" غني ياض "
أخي الكبير حين يقول لي "ياض" أتقبل الأمر , وأغني رغم صوتي الذي لا يملك أي مقومات جمال من أي نوع :
" زمانه ماشي بخطوة يضم
زمانها كبرت وبقت أم ..
زمان ضناهم في المدرسة كنز الأوطان "
يصمت هو فجأة ثم يقول : " همممممم" ..أفهم أنه يبحث عن أغنية أخرى .. لا إعجاباً بصوتي لا سمح الله طبعاً ..
" علي عليوة .. يالي .. ضرب الزميرة .. يالي .. وضربها حربـ.. لا مش حلوة "
قرر هو أن يغني شيئاً آخر :
" بعد ما أدا وبعد ما خد ..
بعد ما هد وبنا وأحتد
شد لحاف الشتا من البرد
بعد ما لف وبعد ما دار .. أنت ما بتغنيش ليه ؟ "
كنت أنا متوقفاً عن الكلام .. عن السير .. فقط أنظر له بذهول ..
"ايه يابني فيه ايه ؟ "
أحرك رأسي وأنا لا أصدق ما أنا فيه ..
" هي دي الأغنية بتاعه حط الدبلة وحط الساعة .. "
بدلاً من أن يجيب يغني وهو يبتسم ..
" حط سجايرة والولاعة .. علق حلمه على الشماعة .. الي قضى العمر هزار .. والي قضي العمر بجـ .. "
" يا نهار مش معدي " .. أكاد أصرخ وأنا أقول .. أكاد فعلاً أصرخ ..
أقول وأنا لا أعرف كيف يخرج مني الكلام .. فقط كلام متناثر لا معنى له إلا جملة واحدة :
" يخربيتك أنا بدور على الأغنية دي بقالي 5 سنين إن مكنش أكتر "
ينظر لي بذهول :
" إزاي يعني "
يبدأ كلامي في الهدوء :
" والله العظيم .. مسبتش مكان على النت محمد منير ليه اغاني فيه إلا ودورت على الأغنية دي .. مسبتش بجد .. "
هذه الأغنية رأيتها .. سمعتها .. اصطدمت بها.. لا أعرف تحديداً .. المهم أنها صادفتني مثلاً وعندي 14 سنة أو شيء من هذا القبيل .. رأيتها عندما كنت في الخارج مرة واحدة .. وظلت على بالي لكل هذه الفترة .. تحديداً جزء : " علق حلمه على الشماعة "
الذي همت به حباً .. لا أعرف لماذا لم أستطع الوصول إليها .. ولا أعرف كيف أصف شعوري حين وجدتها تأتي هي إلي بهذه البساطة الخرافية .. صديقي يدندنها ..
لن أصف _لدواعي إحراجية بحته_ تصرفاتي الطفولية في وسط الشارع فرحاً أني وجدت الأغنية ونظرات الفتى المُحرجة التي يحاول أن يقول فيها للناس : " أنا معرفهوش والله .. هو الي شبط فيا " ..
فقط سأقول أنني أحسست به سعيداً .. سعيداً لأنه أسعدني .. وكنتيجة لذلك : سعدت أنا لأنه سعيد بإسعاده لي ( طبق طبقنا في طبق طبقكوا)
حين ودعته وسرت في الطريق مرة أخرى كنت أضحك .. أضحك بطريقة غريبة فعلاً وأنا أغني :
" اللي قضى العمر هزار .. واللي قضى العمر بجد .. شد لحاف الشتا م البرد "
لأسباب كهذه كان رمضاني مميزاً .. أشياء كثيرة وجدتها بعد أن كانت مجرد تهاويم في رأسي , تصبح حقيقة مرئية بنفس واقعية الأغنية ..
** ** ** **
الصوفية ..
لن أتحدث عن المذهب , وأنا لست صوفياً بالمناسبة , فقط سأتحدث عن كوني أتحدث ليلاً في مكالمة تليفونية عن الصوفية وجملة محمود درويش : " فإن البصيرة نور يؤدي إلى عدم أو جنون " وعن كوني في وقتها أكتب قصة قصيرة (أسميتها فيما بعد بصيرة ) وأستيقظ بعدها لأجد أن العدد القادم من جريدة أخبار الأدب سيكون عن لمولانا جلال الدين الرومي
التهاويم التي أراها الآن أمامي بنفس صدق الورقة والقلم
** ** ** **
عن كوني في الصباح .. أقرر أن أبدأ قراءة (سفر البنيان ) لجمال الغيطاني مرة أخرى.. وأكتب جملة (لتمام الظهور لابد من غياب) في دفتري الأثير ..
لأركب مع سائق تاكسي يقوم بتحضير رسالة في شيء ما و (نجيب محفوظ نموذجاً) وليشكو لي بصدق غريب ما يعانيه من ضيق الوقت , فأقول له جملة الغيطاني .. وأشبهها له بمبدأ البذرة التي لابد لها من غياب طويل حتى تظهر على حقيقها .. كما يُراد لها
ليصمت هو ويشكرني .. ويرفض أخذ قرش مني بعد التوصيل ..
تهاويم تصبح واقعية بنفس روعة السخاء
** ** ** **
سايبري الأثير إلى نفسي يغلق أبوابه قبل الإفطار .. يبدأ الترحيل الجماعي لنا معشر المقاطيع الذين يجلسون حتى الخامسة بلا أي مشاكل .. بإعتبار أن الأكل على الله ..
ولأشبه أنا في داخلي ما يحدث لنا بذئاب الجبل .. تحديداً أغنية الحجار البديعة في هذا المسلسل : (جالو علينا ديابا وأحنا يا ناس غلابة .. يا مغنواتي غني حكايتنا ع الربابة )
في يوم قلتها لصديقي مدير السايبر , ليغرق في نوبة ضحك .. وأجده يشكرني .. يشكرني فقط لأنه ضحك ..
تهاويم تصبح الآن , واقعية قدر فطرية إنفعال الضحك ..
** ** ** **
أنتهى رمضان .. وأنا سعيد
لو أننا شبهنا الأمر بموضوع (قبل) و (بعد) كما يفعلون في جراحات التجميل .. سيكون واضحاً جداً ما طرأ علي من تغيير ..
أنا تغيرت حقاً .. وتغييري الذي كنت أعتبره مستحيلاً في الواقع أصبح واقعاً .. كـ .. كـ .. كالواقع ..
** ** ** **
شكراً .. :)

المتابعون