الأحد، 16 سبتمبر 2007

عن الناس الذين يصرخون



أختلف معها كما شئت .. أنظر لها بإحتقار , أبتعد عن القنوات التي تعرض كليباتها العارية .. بالطبع يمكنك مشاهدتها في السر ولكنك في الصباح لابد أن تلعنها مع أذكار الصباح .. لابد أن تتهمها بإفساد شباب الأمة , وأنها سبب الإنحلال الغربي ..و أي شيء آخر

** ** ** ** **

بريتني قامت بحلاقة شعرها , فخر أنوثتها كما كانت تسميه بعد تعرضها للعديد من النكبات المتتالية .. طلاق .. أمومة مبكرة .. إكتشاف أن هوليوود صنم لا يرضى إلا بالمزيد من القرابين ..

بريتني أكتشفت أن الأمومة ليست مثلما كانت تتصور .. أكتشفت أن المسئولية هذه المرة من لحم ودم وليست مجرد لقطة في فيديو كليب ستعيدها كلما أدتها بطريقة غير صحيحة

عندما رأيت صورتها حين قامت بحلق شعرها لم أستطع منع شعور الإشفاق القوي الذي إجتاحني .. ربما لأني أفهم لماذا يفعل شخص ما كل هذا ليقول للعالم أنظروا لي .. أنا مسخ ..

المرض النفسي يتخذ صوراً عديدة من أشهرها العبث بالمظهر الخارجي .. لهذا حين رأيتها لم أشعر كما كان يقول الجميع بأن هذا هو إنتقام الله منها .. شعرت أن هذا نوع من السخف بصراحة .. أن أفسر كل شيء على أساس رغبة الله كما أفهمها أنا .. ولكن لحظة .. من أنا أصلاً لكي أقول أن الله فعل كذا لغرض كذا .. الأمر يخرج عن حدودي تماماً

كنت أنوي أن أقول شيئاً عن هوليود وتحطيمها لنجومها لكني شعرت أن الأمر سيكون إعادة لنظرية المؤامرة, حتى قرأت حواراً مع (كاني ويست) علق فيه على ما حدث لبريتني من فترة قصيرة ..

الحكاية من البداية ان بريتني ظهرت في حفلة وكانت في حالة مزرية حقاً .. بإختصار .. كانت نكتة الحفل بالمعنى الحرفي ..في اليوم التالي وكالعادة خرجت كل الصحف والبرامج التلفزيونية ليسخلوا بريتني ويتهموها بعدم الجدية , ولكن كاني وست هو الوحيد الذي وقف وقال أن قناة إم تي في (الشركة الراعية للحفل) حضرت بروفات بريتني وأدركوا جيداً عدم قدرتها على أداء الحفل ..

لكنهم أستغلوا الأمر بصور أقل ما توصف به أنها حقيرة .. جعلوا الناس يشاهدونها .. بالمعنى الحرفي هذه المرة

** ** ** **
لا أحب أغاني بريتني سبيرز .. مطلقاً .. ولا أحب الطريقة التي تغني بها , في الواقع أنا كنت لا أطيقها بأي شكل .. غناء .. أسلوب .. أي شيء كان يخصها كنت أتجاهله أو أمتعض منه

لكني الآن أشعر أني أفهمها نوعاً , وأعرف لماذا تفعل كل هذا ..

أعرف معنى أن تشعر بحاجة للصراخ , لا لشيء .. فقط للصراخ .

المتابعون